الأبعاد السبعة لحياة متوازنة

الألم والمتعة، إنهما الحافز الأساسي لسلوكياتنا وتصرفاتنا. نبذل نحن البشر كل ما بوسعنا لنتجنب الألم، كما لدينا رغبة جامحة للحصول على المتعة في حياتنا.


فخ الاستفهام..
لن تجد إلا ما تفتّش عنه فهل تفتّش عن حلول أم مشكلات!
سوف أدخل معك إلى مفهوم جديد أُطلق عليه "فخ الاستفهام". عندما تستخدم هذا المفهوم بشكل ملائم، تقودك الأسئلة نحو تحقيق أهدافك وتربطك بالمتعة، ولكن عندما لا تستخدمه بشكل مناسب، فقد يعوقك عن التصرف، ويربطك بالألم . في الحقيقة، إن نوعية الأسئلة التي توجهها لنفسك يومياً تلعب دوراً هاماً في تحديد سلوكياتك ونوعية حياتك.

لماذا أنا ؟!
هل سمعت ذات مرة أحدهم يقول: "لماذا أنا؟ لماذا يحدث هذا لي أنا تحديداً؟ لماذا لا يفهمونني؟.." أراهن أنك قابلت ذلك الإنسان، لا بل ربما تكون أنت نفسك قد قلت هذه العبارات في مناسبات مختلفة. هذه الأسئلة، للأسف تجعل الدماغ يركز على المشكلة فقط وليس على الحل.

عندما يرغب أحدهم في تخفيف وزنه ويسأل: لماذا أنا بدين؟ فإن دماغه يعطيه الجواب على: "لماذا هو بدين"، لا أكثر ولا أقل، وهذا ببساطة يسبب له المزيد من الألم. لكن لو أنه أصبح عارفاً بنوعية الأسئلة التي يجب أن يوجهها لنفسه، وقام بتغييرها إلى نوعية أفضل، فإن دماغه سيتّبع الإرشادات ويزوده بإجابات أفضل. لذلك، عوضاً عن أن يسأل ذلك الرجل نفسه "لماذا أنا بدين؟" قد يغير السؤال إلى: "ماذا علي أن أفعل لأخفف من وزني؟" هنا يبدأ عقله يعطيه بعض الأفكار الجيدة مثل: راجع طبيبك من أجل إجراء فحص شامل، التحق بمعهد مشهور لتخفيف الوزن، التحق بناد رياضي وتعرف على أنماط جيدة من الأشخاص، نظّم عادات الطعام..

هل لاحظت ما حدث؟ السؤال الفخ يسبب الألم للرجل، ويمنعه من فعل ما يرغب في فعله، ولكن عندما يصبح على دراية بذلك، ويبدأ باستخدام أسئلة من نوعية أفضل، سيجد حلولاً تساعده على التحرك نحو إنجاز هدفه. لذلك كان من المهم بالنسبة لك أن تكون على دراية بنوعية الأسئلة التي توجهها لنفسك كل يوم. تذكر، هذا ما نفعله جميعاً, نحن نوجه الأسئلة لعقولنا بشكل مستمر, في بعض الأحيان نفكر فيها فقط، وفي أحيان أخرى نتلفظ بها بصوت مسموع، وربما نلقيها على شكل جملة تقريرية، كأن تقول إحداهن في نفسها: "أنا فاشلة", عندها سيعمل عقلها في تقديم كافة الأسباب التي تجعل منها امرأة فاشلة، أما إذا فطنت لسلبية هذا التفكير وبدلت السؤال بسؤال آخر "كيف يمكن أن أكون أكثر نجاحا؟" فإن عقلها سيقودها لتقديم إجابات يمكنها أن تستخدمها في تحركها نحو النجاح.

الأسئلة المهمة
والآن أريدك أن تفكر بثلاثة أشياء تريد أن تقوم بها أو تريد أن تكونها، ولكنك لم تتمكن من إنجازها.
اكتب أسئلة "لماذا؟" السلبية التي تسألها لنفسك في مجال الأهداف الثلاثة التي رسمتها لنفسك.
على سبيل المثال، قد تكتب "لماذا أتجادل دائماً مع أصدقائي؟" والآن استبدل السؤال بسؤال "ماذا؟". قد يبدو سؤالك الجديد كما يلي: "ماذا بإمكاني أن أفعل لأكون أكثر تفاعلاً وتعاوناً مع زملائي؟" لاحظ الاختلاف بين الإجابات التي سيقدمها لك عقلك، ولاحظ تفاوت الشعور لديك.

ابدأ اليوم.. وانتبه، ولتكن على دراية بنوعية الأسئلة التي تسألها لنفسك. تفادَ فخ الاستفهام أو السؤال، وقم بتغيير صيغة الأسئلة التي تخطر على بالك إلى صيغة أكثر قوة تساعدك على تحقيق أهدافك، عندما تفعل ذلك ستشعر بأنك تسيطر على حياتك بشكل أفضل, ستكون مهيئاً للاستمرار في رحلتك مع قوة الإدراك ومستعداً لاكتشاف ما أطلقت عليه "الأبعاد السبعة لحياة متوازنة"

الأبعاد السبعة لحياة متوازنة
حان الوقت لتعرف مكانك الحقيقي في كل بعد من أبعاد الحياة السبعة، لأنك بتطوير هذه الأبعاد يمكنك أن تعيش حياة متوازنة بعيدة عن القيود والعواطف السلبية.

1- البعد الروحاني
اسأل نفسك:
ما هو موقعي في حياتي الروحانية ؟
كيف هي علاقتي مع ربي؟
ما الخير الذي أعمله الآن والذي يقربني من الله تعالى؟
هل أساعد الفقراء بكل طريقة ممكنة؟
هل أصلي وأدعو يومياً، وكثيراً؟
هل أقوم بالتأمل لأريح جسمي وعقلي؟

2- البعد الصحي
كيف هو وضعي الصحي بشكل عام؟
ماذا عن وزني: هل أنا سعيد بوزني أم إنني أريد أن أفقد شيئاً منه، أو أزيد عليه؟
كيف هي عاداتي الغذائية؟ هل أتناول طعاماً صحياً – الكثير من السلطة-
هل أشرب كفايتي من الماء يومياً؟
هل أمارس الرياضة يومياً؟
هل أقوم برياضة المشي الممتعة بشكل مستمر؟
هل أحتفظ بأفكار صحية في عقلي؟

3- البعد الشخصي
كيف هي حياتي الشخصية؟ هل أحب نفسي؟ هل أقبل نفسي؟
هل لدي هوايات خاصة تشغلني وتساعدني على الاسترخاء الفكري؟
متى كانت آخر مرة أخذت فيها إجازة؟
هل أحب القراءة؟ متى كانت آخر مرة قرأت فيها كتاباً؟

4- البعد العائلي
هل أنا سعيد؟
هل أعيش حياة جيدة مع شريكي، أم إن حياتي معه ليست أكثر من معركة مستمرة؟
كيف هي علاقتي مع أطفالي؟

5- البعد الاجتماعي
كيف أستخدم أيام انقطاعي عن العمل؟ هل أستفيد منها في الاسترخاء، أو في زيارة أصدقائي، أو أستمر في العمل؟
كيف هي علاقاتي بأصدقائي؟ هل أدعوهم من وقت لآخر؟ هل يقابلون دعوتي بدعوة مثلها؟

6- البعد المهني
كيف هو وضعي في العمل؟ هل أحب عملي وأستمتع به، أم إنني أنتظر أول فرصة سانحة لأتركه وألتحق بغيره؟
هل أريد أن أبدأ عملي الخاص؟
كيف هي علاقتي مع مديري ومع زملائي في العمل؟
ما هي الجهود التي أبذلها في سبيل تحسين أدائي؟
متى كانت آخر مرة حضرت فيها دورة تدريبية، أو حلقة بحث، أو استمعت إلى برنامج صوتي، أو قرأت كتاباً جيداً؟
كيف أستثمر وقتي؟ هل أنا منظم؟

7- البعد المالي
اسأل نفسك:
كيف هو أدائي المالي؟
هل أكسب ما يكفي من المال؟
كم من المال أريد أن يكون دخلي؟
هل لدي أية استثمارات؟
هل لدي مدخرات؟
كيف أنفق أموالي؟

عندما تلقي على نفسك هذه الأسئلة، تكون قد أنجزت نسخة مكتوبة عن مخطط حياتك برمتها, هذه الأسئلة ترسم لك صورة عن شخصيتك فتعرف من خلالها من تكون. يصبح لديك فكرة واضحة عن مواردك وكيف تستخدمها، وعن التحديات التي تواجهك وكيف تتعامل معها, وهذا يفتح أمامك بوابات الفرص في عقلك، ويدفعك لتكون الشخص الذي طالما كنت تريد أن تكونه.

فكما يقول الكاتب نابليون هيل : "قد تكون فرصتك الكبيرة في المكان الذي توجد فيه الآن "

تدريب: ضع خطة حياتك
والآن إليك هذا التدريب. افتح صفحة في ملف على حاسوبك لكل بعد من أبعاد حياتك السبعة. على الصفحة الأولى وتحت عنوان "الروحاني" اكتب تفاصيل موقعك الآن في البعد الروحاني .. وتابع هكذا مع كل بعد من الأبعاد السبعة.

من خلال هذا التدريب أنت تضع نفسك الآن بين أفضل المفكرين في العالم. فهل تريد فعلا؟!

دعني أسألك.. هل تريد أن تكون سعيداً حقاً؟ هل تريد أن تحوز على علاقات أفضل، وتصبح متواصلاً ممتازاً، وشخصاً مستقلا مادياً؟ إذا كان جوابك نعم، - وأنا متأكد أنه كذلك – فقم بهذا التمرين. اربط الألم بعدم النجاح، والمتعة بالنجاح. وجه جميع أفكارك والأسئلة الإيجابية لمساعدتك لتحقيق الأفضل.

أنا متأكد أنك عندما تقوم بهذا التمرين، فإنك ستشعر بمستوى عال من التحفيز الذاتي، والعيش بنوعية الحياة التي تستحقها فعلاً. أنت ستهز العملاق الذهبي الذي في داخلك ليقف بطوله الممتد، بينما تسير في طريقك نحو الأفضل.

وكما ترى، فإن المعرفة والوعي هي القوة الحقيقية.. عندما تكون واعيا تماماً للسبب الذي يكمن وراء تصرفاتك، ومن هو الذي يوجه حياتك، فستكون مهيئا بشكل أفضل لمواجهة تحديات الحياة. سيتطور لديك حس مهارات سيادة الموقف، تماماً مثل "سيد السيف" أو "المعلّم"، وستكون قادراً على تحرير نفسك من خلال القوة التي امتلكتها لتوّك. أنت توقظ العملاق الذي بداخلك وتزيح عنه طبقات الطين والغبار التي ظلت تغطيه سنوات وسنوات.

سيشع العملاق ويضيء طريقك في رحلة اكتشاف ما تبقى من أسرار قوتك الذهبية – أسرار القوة الشخصية.

تذكر أنك فريد وقوي.. عش حياتك بكل معانيها.. اجعل من ماضيك حلم السعادة، ومن مستقبلك رؤيا الأمل
احلم أحلاماً كبيرة. عش لغاية محددة. عش بالإيمان. ولتحيَ مع القوة