منذ زمن بعيد, كان هناك مجموعة من الاباطرة (جمع امبراطور) يطلق عليهم اسم "شوغون" يتقاسمون كل البلد.
و كانوا يشاركون بسهولة في المعارك وذلك بكلمة واحدة منهم.. و لأجل ذلك يستدعون المحاربين الاسطوريين الملقبين "ساموراي"
منذ صغره كان تنشين يحلم بان يكون ساموراي.
و رغم فقرهم, قام والداه بتسجيله في أفضل مدارس الساموراي في المنطقة, كي يكون تنشين محاربا كبيرا في يوم من الايام.
كان تنشين يتدرب بقوة و اصرار’ ليس فقط لاجله, لكن أيضا لشرف والديه الذين وضعوا كل مايملكون ,رغم قلته, في مصاريف المدرسة.
لكن, و للأسف, و في يوم خريفي حزين, شرح له استاذه بانه ليس كبير الحجم كفاية و ليست له القوة الكافية ليكون ساموراي, و أن عليه أن يبحث عن مهنة أخرى.
خرج تنشين من مدرسة الفنون القتالية و هو في شدة الحزن و الخجل لأنه لن يصبح محارب ساموراي كبير. و سار يبحث عن مستقبل جديد لحياته.
و بينما كان يبكي كاء شديدا, التقى بصياد عجوز لسمك السلمون .
بقي تنشين بعض الموقت مع الصياد, و تعلم منه الكثير لأنه كان شخصا عجوزا و حكيما.
جاء فصل الربيع, و لم يعد العجوز بحاجة إلى تنشين فودّعه و قال له: << تذكر يا تنشين, ليس الحجم أو القوة من يصنع الساموراي, لكن بالفطنة و الذكاء ستكون محاربا كبيرا >>
بعد أن استعاد ثقته بنفسه, قرر تنشين أن يسعى بجميع الوسائل ليكون محاربا كبيرا رغم حجمه الصغير.
و بعد مسير عدة أيام وصل إلى مدينة كبيرة ,لم يرها من قبل.
و في الساحة الكبيرة للمدينة, سمع تنشين تاجرين يتحدثان عن تنين يخيف و يرعب القرى المجاورة, ويلتهم ماشيتهم و ينهب ثقافتهم و يخربها.
إنه التنين الأحمر الرهيب. و رغما عن كل الجهود و المحاولات, لم يتمكن أحد من الإمساك به, حتى أقوى ساموراي الشوغان.
حينها تذكر تنشين ماقاله له الصياد العجوز. فجاءته فكرة للقبض على التنين الاحمر. فقرر التوجه إلى قصر الشوغان لعرض خدماته...
و عندما وصل أمام امبراطور الشوغان شارحا رغبته في الإمساك بالتنين الأحمر .. انفجر محاربوا الساموراي الموجودين في قاعة العرش بالضحك : << لن تكون إلا لقمة صغيرة في فمه >>.
شرح تنشين أنه يريد اصطياد التنين بواسطة خطاف صنارة و قطعة لحم كبيرة.
اهتم الامبراطور بالفكرة و دعا تنشين للبقاء في القصر إلى حين صنع الخطاف الكبير.
في صباح اليوم التالي و بينما كان تنشين يتجول في حديقة القصر, التقى بكتاباتي’ابنة الامبراطور شوغان, و قضيا اليوم في اللعب و الحديث..
بعد بضعة أيام, جُهز الخطاف, فذهب تنشين لتجهيزه و وضعه في المكان المناسب.. و اختبأ بين الشجيرات منتظرا قدوم التنين الأحمر المخيف..
و بينما هو ينتظر لم ينفك يفكر في كتاباتي, فقد كان مهتما لأمرها.
و أخيرا حضر التنين في نهاية اليوم, و ما أن رأى القطعة الكبيرة من اللحم حتى النقض عليها, مندفعا براسه نحو الوجبة المجانية الشهية..
لكن, ما إن وضع قطعة اللحم في فمه حتى ظل ملتصقا بالخطاف الكبير, و لم يستطع الالانفلات منه رغم كل الجهود ..
و هكذا, و رغم صغر حجمه, حقق تنشين حلمه بأن يكون من أفضل محاربي الساموراي في كل الأزمة..
و كافأه الامبراطور بالزواج من ابنته, فعاش في سعادة و هناء ..