يتفق الأطباء على أنه كلما تنوع غذاء الطفل كان نموه أفضل، وكلما ابتعد عن تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة وقلل من التهام السكاكر والشوكولاتة، انخفض عنده خطر إصابته بأمراض القلب والسمنة.
هناك خمسة عناصر غذائية أساسية يحتاج إليها طفلك، لكي تضمني نموه بشكل سليم، وتحافظي في الوقت ذاته على صحته.
الكالسيوم والحديد والبروتين والألياف، هي أهم العناصر الغذائية التي يجب العمل على توفيرها لطفلك، من أجل ضمان نموه بشكل سليم. فلكل عنصر منها خصائص غذائية تسهم في مده بالمغذيات والفيتامينات التي يحتاج إليها لضمان عملية بناء خلاياه وعظامه.
- الكالسيوم:
يعتبر الكالسيوم عنصراً أساسياً في نمو عظام الطفل وتقويتها، كلما أن له دوراً مهماً جداً في عمل القلب وعضلات الجسم. والمعروف أن الإنسان يكتسب الكالسيوم لغاية سن الثلاثين، بعدها يبدأ في فقدانه بكميات كبيرة، فإذا لم يتم التعويض عنها، يصاب الإنسان بهشاشة العظام. وعلى الرغم من أهمية الكالسيوم للجسم، هناك الكثير من الأطفال الذين لا يحصلون على حاجتهم اليومية منه، فيصابون بنقص الكالسيوم الذي يؤدي إلى هشاشة عظامهم في مرحلة لاحقة. لذا وجب الحرص على تأمين الكمية اليومية المطلوبة من الكالسيوم لطفلك.
ويحتاج الأطفال بين سن السنة والثلاث سنوات إلى 500 ملغم من الكالسيوم يومياً، في حين يحتاج الأطفال من سن 4 سنوات ولغاية 8 سنوات إلى 800 ملغم، أما الأطفال بين سن 9 سنوات إلى 19 سنة فإنهم يحتاجون 1300 ملغم يومياً.
- أين يوجد الكالسيوم؟
يوجد هذا العنصر الغذائي المهم في الألبان والأجبان ومشتقاتها، كما يمكن العثور عليه في عدد كبير من البقول والخضار والفاكهة والحبوب، مثل البقدونس والسبانخ والبروكولي. ويعتبر الحليب مصدراً أساسياً ومهماً لحصول الطفل على حاجته من الكالسيوم. لكن ماذا لو كان طفلك يرفض شرب الحليب؟ إلى جانب احتوائه على عنصر الكالسيوم، يعد الحليب مصدراً غنياً أيضاً بفيتاميني "أ" و"د" ومجموعة فيتامين "ب"، وبالبروتينات، فإذا لم يرغب طفلك في تناوله حاولي أن تضيفي إليه مسحوق الشوكولاتة أو الفانيليا أو القرفة لتغيير مذاقه. يمكن أيضاً تحضير طعام يحتوي على جبن "الغرويير" الغني جداً بالكالسيوم، مثل "الغريتان" أو البيوريه التي يمكن إضافة الحليب إليها. أما إذا كان طفلك يعاني حساسية اللاكتوز، يمكنك تقديم حليب الصويا المدعوم بالكالسيوم له.
- الحديد:
يُعتبر عنصر الحديد مهماً جداً في عملية تكوين كريات الدم الحمراء، التي تنقل الأوكسيجين إلى كل خلية من خلايا الجسم. من دون الحديد يعجز الجسم عن تكوين كرياته الحمراء، كما أن نقصه يؤدي إلى إصابة الطفل بأمراض عقلية وذهنية، نظراً إلى ما للحديد من دور أساسي في وظيفة الدماغ.
يوجد عنصر الحديد في اللحم الأحمر وفي لحم الطيور الداكن وفي المأكولات البحرية. ويشير الخبراء إلى أن الحديد يمتصه الجسم بشكل أفضل لو كان مصدره من الأطعمة الحيوانية. هذا يعني أن النباتيين يحتاجون إلى تناول مكملات من الحديد للتعويض عن حاجتهم إليه، وتحديداً الفتيات اللاتي يبلغن لأنهنّ يفقدن كميات كبيرة منه مع دم الدورة الشهرية.
ويُنصح دوماً بإعطاء الأطفال الأطعمة الغنية بفيتامين "سي" لأنها تساعد على امتصاص الحديد بشكل أفضل.
- البروتين:
تحتاج كل خلية في جسم طفلك إلى البروتين، فهو بمثابة الحجارة في البناء. الشعر والأظفار مكونة في أغلبيتها من البروتين، والجسم يستخدم هذا العنصر لبناء وإصلاح الأنسجة التالفة، كما أنه يستخدمه لإنتاج الأنزيمات والهرمونات ومواد كيمياوية أخرى. يعد البروتين جزءاً أساسياً في عملية بناء العظام والعضلات والغضاريف والجلد والدم. يحتاج الجسم إلى كميات كبيرة من البروتين إلى جانب الدهون والنشويات، على عكس الفيتامينات والمعادن. لكن، الجسم لا يخزن البروتين كما يفعل مع الدهون والنشويات، ما يعني أنه لا يملك أي مخزون منه ليتمكن من أخذ حاجته عندما يحصل نقص فيه. غير أن ذلك لا يعني أنه يجب إعطاء الطفل البروتين طيلة اليوم، فالأجسام تحتاج إلى كمية معتدلة من البروتين لتعمل بشكل سليم، والإفراط في تناوله لا يعني أن الطفل سيحصل على قوة إضافية. ويحدد الاختصاصيون الكمية وفق العمر، فالأطفال من سن السنة ولغاية 3 سنوات يحتاجون إلى 13 غراماً يومياً، في حين يحتاج الأطفال بين سن 4 و8 سنوات إلى 19 غراماً يومياً، والأطفال بين سن 9 و13 سنة إلى 34 غراماً يومياً.
ينصح خبراء التغذية بالحصول على البروتين من المصادر التالية: السمك، الدجاج منزوع الجلد، الحبوب الكاملة، (قطعة واحدة من خبز مصنوع من الحبوب الكاملة تحتوي على 3 غرامات من البروتين)، اللوز، (28 غراماً من اللوز تحتوي على 6 غرامات من البروتين)، والبقويات مثل اللوبياء والفول.
- الألياف:
من المعروف أن الأطعمة الغنية بالألياف تقلل من احتمال إصابة الأطفال بالإمساك. وإضافة إلى ذلك تعد غنية بالفيتامينات والمعادن. والألياف هي عبارة عن نشويات غير مهضومة. إذ تعجز أنزيمات الجسم عن تحليلها، بالتالي فإنه لا يتم امتصاصها في مجرى الدم، بل تُطرح خارج الجسم ولا تستخدم كطاقة.
لكن الألياف مفيدة في الوقاية من داء السكري والكوليسترول. ويحتاج الطفل إلى كمية من الألياف تعادل عدد سنوات عمره مضافاً إليه الرقم خمسة، أي إذا كان الطفل عمره 8 سنوات فانه يحتاج إلى 13 غراماً من الألياف يومياً. وتعتبر الفواكه والبقوليات والحبوب الكاملة والخضار أفضل مصدر للألياف. لذا وجب الحرص على إعطاء الطفل من هذه الأطعمة يومياً.