بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أما بعد إني أنقل إليكم موضوعا لطالما أردت أن أكتبه أو أنقله ليستفيد منه الجميع
خاصة لأني قد جربت هذه التجربة السوداء التي لا أحب أن أتكلم عنها غالبا و لكني اليوم أردت أن أدونها بحروف من ألم و أنين و عذاب و هم و غم
"الحب الزائد " لست أقصد الحب بين الشاب و الفتاة فذلك له حديث آخر بإذن الله إنما بين الشباب مع بعضهم و الفتيات مع بعضهم
كانت لي زميلة تحبني حبا زائدا بارغم من أن معملتي لها كانت مثل معاملتي للأخريات ........... لا أريد أن أكمل
أكمل قراءة الموضوع و ستفهم ما أود قوله .....
أريدك أن تقرأ الوضوع لأني كنت مثلك من قبل قد قرأت الموضوع و لكني لم أعيره إهتماما حتى أبتليت به.....
من بعضنا نعتبر "تفضلوا الموضوع...." قد يكون الموضوع طويل بعض الشيئ و لكنك لن تحس واصل القراءة فقط...
----------------------------------------------------------------------------------------------------------
لحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعد… أما بعد :
فإن الحب والوفاء والود والإخاء حقيقة وجدانية ، بل أمر فطري جبلت عليه النفوس البشرية لا بل هو من الإيمان إن كان خالصاً للرحمن، فالأخوة الحقة والمحبة الصادقة تولّد في النفس أصدق العواطف النبيلة وأخلص المشاعر الصادقة بلا تلفيق اعتذارات ولا تنميق عبارات بل صدقٌ في الحديث والمعاملة والنصح ، يمسك الأخ بيد أخيه في رفق وحُنوٍ وشفقة ، بِرٌ وصلة ووفاء ، إيثار وعون في الشدة والرخاء فلا ينساه من الدعاء وكل ذلك دون تكلف أو شعور بالمشقة والعناء بل في أريحية وحسن أداء وطلب الأجر من رب الأرض والسماء ، أَيدٍ تتصافح وقلوبٌ تتآلف ، أرواحٌ تتفادى ورؤوسٌ تتعانق وحقيقة الأخوة في الله لا تزيد بالبر ولا تنقص بالجفاء (1) قال صلى الله عليه وسلم {ثلاثٌ من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان _ وذكر منهن _ أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله } (رواه البخاري)
والإنسان بلا ذلك كله جلمود صخر لا يستطيع الحياة مع الناس ومخالطتهم ومشاركتهم أفراحهم وأتراحهم . والناس فيه - أي الحب - بين إفراط وتفريط واعتدال .
حقيقة المشكلة ومرها
وعلامة الحب الزائد الخارج عن المعقول والمعتاد والمألوف :
● تقليدٌ ومحاكاة ٌفي القول والفعل واللباس من الشماغ إلى الحذاء بل تغيير كثير من حياته أفكاراً وأهدافاً وسلوكاً من أجل أن تتوافق مع حياة الآخر بل إن البعض يخفي بعض معالم دينه والتزامه الظاهرة لكي يوهم صديقه بأنه على نفس الطريق حتى لا يتركه وينفر منه أو يجاريه في ارتياد أماكن الشبه والوقوع في المكروهات إن لم يكن المحرمات .
● رسائل ومكالمات إلى أنصاف الليالي وكثرة لقاءات واجتماعات من غير فائدة .
● اختلاس نظرٍ وترقبٌ وعينٌ هنا وأخرى هناك .
● مطارداتٌ واصطياد للفتيان من خلال الدوران .
مظاهر المشكلة
● تَناجٍ واستخفاء وخلوةٌ وراء الجدران والحيطان وفي الاستراحات والبراري والوديان ومـع التظليل والألوان البرّاقة والإنارة الهادئة والموسيقى الغربية يُثار ما في النفوس وتُفتن القلوب .
● تجوالٌ وتطواف ودوران هنا وهناك مع الفتيان حتى وقت نزول الرحمن في ثلث الليل الآخر وافتخار واستعراض به بين الأقران .
● إدمانُ نظرٍ إليه و إقبالُ عينٍ عليه وتلذذٌ بذلك وتكحيل للعين كما يقال..! (2).
● حب الانفراد به والابتعاد عن أعين الناس .
● كثرة السؤال عنه ومحاولة معرفة أصدقائه وأين ذهب ومن أين أتى ومع من ؟ وربما استخدم أسلوب التتبع والتجسس غيرة عليه حتى لا يأخذه أحد عليه .
● التحايل واختلاق الأسباب من أجل اللقاء به بل رؤيته فقط أو الاتصال به من أجل سماع صوته والتلذذ به مع قرب عهده به وربما رآه في نفس اليوم ووالداه وأخوته تمر عليه الأيام والأسابيع ولم يشتق إلى لقائهم وسماع صوتهم إذا كان بعيداً عنهم .
● دوران حول بيته ومدرسته ومسجده وكل ما يذكِّره به.
● عدم الصبر على مفارقته وإن سافر إلى مكة فالملتقى هناك حيث يخلو الجو والاعتذار من قبل الفتى والفتاة عند التأخر إلى قبيل الفجر بالطواف وقراءة القرآن والاتصال وشراء الهدايا للأصدقاء والصديقات ولوكانت الكعبة وساحاتها تَنطق لنطقتْ وأَنّتْ بما لا تصدقه العقول ولو كانت تَبكي لجرى المطاف بالدموع ، أهكذا ياشباب يفعل ضيف الله في حرم الله .. !؟ أفلا عقلٌ يمنع ودينٌ يردع..؟
● الغيرة من أصدقائه إذا رآهم معه ومحاولة الإفساد بينهم وبينه والتحذير منهم في صورة نصحٍ وإشفاق وحمايته من أهل الفساد وإظهار ذلك للآباء والإخوان حتى ينفرد بصحبته ويغرس ثقة الآباء فيه .
● نقلُ كل ما يقال عنه له وربما تعاهدا على ذلك .
● كراهة كل من سواه من أصدقائه الأولين والتنكّر لهم وتفضيله عليهم ونَسي فضائلهم عليه .
● الخوف والتفكير الشديد بل الجنون والبكاء إذا لقيه فأعرض عنه أو اتصل فلم يَردّ عليه أو انشغل عنه فترة من الزمن فإذا رآه أهال عليه وابلاً من العتاب وذكّره بفضائله عليه أو أعدّ العدة لكتابة الرسائل والآهات .
● صورٌ للتشهي والتلذذ بحجة الذكريات .
● انتظار المناسبات وافتعالها وتحين الفرص للتلذذ بالمعانقة وربما أكثر منها في صورة مزح متلذذاً بها .
● الأخذ برأيه وعدم مخالفته ومحاولة إرضائه ولو كان يكره المحب ذلك أو قوله وفعله خطأ وفي النهاية أنت المحب الضحية .
● السكوت عن أخطائه وعدم منا صحته والدفاع عنه بالباطل .
● إغداقه بالأموال والهدايا ولين الجانب له والعطف عليه ومحاولة ربطه به بشتى الأساليب وتهيئة كل ما يحب ، محبة له أومن أجل تعليقه به حتى لا يتركه وتصبح المنة له عليه . يقول أحد الشباب عندما قبض عليه رجال الهيئة مع أحد الفتيان : إني أبذل له كل ما لدي من مال وأعطيه في بعض الأيام خمسين ريالاً وأنا بأمس الحاجة لهذا المال حتى لا يتركني ويذهب .
● تـبادل كلمات المدح والثناء وأوصاف الكمال التي لا تكون إلا لله وأشعار وأغاني الحب والغرام وربما أُرسلت في صورة هدية شريط أو رسالة خطية أو عن طريق رسائل الهاتف النقال ، كلمات تثير الغرائز وتتلذذ بها النفوس ، تكاد تصم الأذان وتقشعر منها الأبدان ، تتضمن الجنون والفجور والكفر والفسوق ، يستحي الرجل أن يستخدمها مع زوجته وإنما تعرف عند غزل الفاسدين للفاسدات فأصبح الغزل بين الذكور لا الرجال يقول أحدهم : [أحلى الكلام همسك ، وأحلى ما في حياتي أني أحبك ] فأين حلاوة الإيمان ولذة القرآن ، أليس كلام الرحمن ألذ وأجمل كلام ، فأين العقول ، نعوذ بالله من الحرمان والخذلان ويقول آخر :[ ليس لك في قلبي شريك يا أيها الحبيب ]
فأين محبة الله أليس لها في القلب وجود ؟ والله يقول {ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين ء آمنوا أشد حباً لله } ألم يمر علينا ونحن في صفوف الدراسة أن من أنواع الشرك شرك المحبة ، وإذا بآخر يحب شاباً اسمه أسلم ، فتركه أسلم لعلمه أن محبته محبة العشاق وترك المدرسة فمرض المحب وعلم أحد الأصدقاء بذلك فزاره وطلب منه أن يأتي هو وأسلم في المرة الأخرى ، وذهب إلى أسلم فأخبره أسلم بالقصة كلها فحاول الإصلاح بينهما وأقنعه بزيارته وأخبر الواسطة المحب بأن أسلم سيزوره ففرح فرحاً عظيماً وتحسنت حاله وبينما أسلم والواسطة في الطريق إلى المريض وإذا بأسلم يغير الفكرة ويرفض مواصلة الطريق فرجع وواصل الآخر وبينما هو يطرق الباب فقام المريض فرحاً مسروراً لملاقاة الحبيب وفتح الباب فلم يجد الصديق . أين أسلم . قال : إن أسلم رجع ويقول إنه يكرهك . فازداد مرضاً وجلس فترة من الزمن قليلة وفي الساعة الأخيرة من حياته وهو يلفظ أنفاسه ويردد قائلاً :
أسلم ياراحة العليل *** وياشفاء المدنف (*) النحيل
رضاك أشهى إلى فؤادي *** من رضـا الخالق الجليل
أيها الفتى والفتاة : أرأيتم كيف يكون الحب الزائد طريقاً للوقوع في الشرك وسوء الخاتمة والتلفظ بالكفر وإن كان صاحبه لا يكفر إن كان جاهلاً بذلك والتعبير عن المحبة لا يكون بترديد ساقط القول وبذيء الكلام أو بترديد كلام مباح لاشيء فيه دائماً وأبداً فهذا يدل على عدم الثقة في محبة صديقه له أو يحاول إقناعه بأنه يحبه وهو معرض عنه والمحبة بالأفعال فالحذر الحذر (3).
ومن علامات الحب الزائد :
● إضاعةُ وقتٍ وكثرة تفكير بـه .
● الإكثار من المزاح باللسان واليد مع أصحاب التميع والوسامة والتلذذ والاستئناس بذلك مع وجود غيرهم ومن هو أطرف منهم وأكثر مزحاً ومرحاً .
● كتابة أ سماء وعبارات ورسومات تنافي الحياء على الأوراق والكتب والحيطان معروفة المعنى عندهم .
● إن شارك في أي نشاط أو رحلة أو عمل تبعه وإن لم يعمل جلس مثله فلم يعمل .
● الحرص على تقارب الأجسام وتلا مسها بل اختلاق كل ما يُثير المطارحة بالأيدي من أجل التلذذ بذلك ، فتنة أعمت القلوب والأبصار ، جلساتٌ مشبوهةٌ وحركاتٌ مريبـةٌ وقصصٌ غريبةٌ وأمورٌ عجيبةٌ بل مضحكةٌ ومبكيـةٌ ، لقاءاتٌ ومؤامرات .
عواقب المشكلة
● إقامة احتفالات وأعياد للحب ، عجبٌ ثم عجب أين عقولنا وديننا وفطرتنا وحيـاؤنا..؟ أهذه في نظرك علامات الرجولة والشهامة وصدق الأخوة والحياء ؟ كلماتٌ برّاقة وعباراتٌ منمَّقة وابتساماتٌ غير صادقة ونظراتٌ لا أدري بماذا أصفها ؟وهذه العلامات منها ما هو محمود والإكثار منها محمود وتارة يكون الإكثار غير محمود ومنها ما هو مذموم والأمثلة في الحاشية (4) وقد تجتمع كلها في شخص أو بعضها .
أخي الحبيب.. ما النتيجة وما النهاية وما وراء ذلك كله ؟ همٌ وغمٌ وضيقٌ واكتئاب ، حيرةٌ وتفكيرٌ وخوفٌ واضطرابٌ وحالاتٌ نفسية ، سهرٌ وقلقٌ و مرض ، لايهدأ بـال ولا يقر قرار ، ضياعٌ للأموال وإتـلافٌ للمتلكات كالسيارات ، ضعفٌ في الإيمان وفـقدٌ للـذة العبودية للرحمن نَيلُ غضب الله وسخطه و عدم التوفيق له ، عقوقٌ للوالدين وتقديم حاجته عليهما والتفاني في خدمته بما لايُصدّقه العقل ، ضياعٌ وانحرافٌ وانتكاسـة ، إشاعاتٌ ونقلٌ للكلام ، لمزٌ وغمزٌ ووقوعٌ في مواطن الريب والتُهَم ، شكوكٌ وظنونٌ وِقيلٌ وقالٌ واتهـامات ، فرقةٌ وخلاف ، عداواتٌ وتحزباتٌ ومشكلاتٌ بين الشباب والطلاب ، هدمٌ وإفسادٌ وتفكيكٌ للأسر والمجتمعات ومحاضن التربية ودور التوجيه والمربين وللطاقات وقدرات الشباب ، تضييعٌ للأوقات ، هدمٌ للدين والقيم والأخلاق ، هدمٌ لمستقبل الإنسان وعمره وشخصيته وتعطيلٌ لفكره وعقله و فشلٌ في مسيرته الدراسية ، غيابٌ وتفلتٌ وهروبٌ من البيوت ومحاضن التربية إلى غرف الفنادق والاستراحات وربما كان المكث فيها ليالي وأيام عطلة الأسبوع أو السفر فيها إلى البلدان القريبة والله أعلم بما يكون فيها ، ركضٌ وراء الفتيان وكل يوم مع فلان وفلان ،كثرة النسيان حتى يَنسى نفسه ولا يَبقى في قلبه أحدٌ إلا صديقه ، ظلمٌ للنفس وظلمٌ لتلك النفوس التي تحمل براءة الطفولة والعفاف من بنين وبنات ، وحشةٌ في القلب وظلمةٌ في الوجه وسوءٌ في الخاتمة والله أعلم بما في الآخرة ، غلقٌ لأبواب الطاعة وفتحٌ لأبواب الخذلان ، بلادةٌ وسذاجةٌ وغباء ، فقد للغيرة والحياء ، ذلٌ وسيطرةٌ وهوان ، ضعفٌ في الشخصية وتَبلّدٌ في الإحساس ، اهتمام الآخرين بمظهرهم وحُسن أجسامهم حتى يَلفتوا الأنظار فتتعلقَ بهم القلوب وينالوا الاهتمام من الآخرين فيُلبّوا لهم ما يُريدون ثم تَنقلب الأمور فجأة فيحركونه كيفما يريدون .
● تضجر الأهل من كثرة الزيارات والاتصالات وتذمّـر الأصدقاء من ذلك ، سقوطه من أعين الناس واحتقارهم له ونظرتهم له بأنه إنسانٌ مريض القلب وشاذ الطبع..واشتكى البعض من كثرة الإنزال بسبب كثرة التفكير فيه .
● تهييجٌ للغرائز ثم إثارة وتفجير للشهوات يعقبه استعمال للعادة السرية والوقوع في المحرمات وانتهاك الحرمات .
● ضعفٌ ونحالةٌ في البدن (5) من كثرة الهموم والتفكير، تعذيبٌ للجنان وصدق القائل : ومن الحب ما قتل .
ومن أَحبّ شيئاً لغير الله عُذّب به وربما أَسقطه في شِراك المسكرات أو الصور حتى متى ما أراد منه الحرام أذلّه بها حتى يَرضى (6) .
حبٌ خادع وغرامٌ قاتل ووَلَـهٌ زائفٌ في صورة حبٍ طاهر ، قل لي بالله أليس هذا هو التعلق بالأبدان والذل بعينه للصور و الأجسام ؟ وسمّه بأيّ اسم شئت فالعبرة بالمعاني والحقائق لا الألفاظ وإن كانت النية حسنة والأخوة صادقة، فهذه علامات التعلق ونهايته وليس شرط التعلق الوقوع في الفاحشة (7) أوأن يكون من أجل الجمال وحسن الأجسام أو أن تظهر كل تلك العلامات على الشخص أو ما يُسميه البعض بالتعلق البريء من سوء النية كما يُبَرِّر لنفسه أو تغلَّف بثوب الأخوة في الله بل إني على يقين أن البعضَ لا يُفكِّر في الحرام لكن يكفي من سوء تلك الحال ما يعيشه الكثير من القلق والهم والمشكلات وسوء الآثار المترتبة عليه .
قال شيخ الإسلام رحمه الله : { ومن ادعى الحب في الله في مثل هذا فقد كذب ، إنما هذا حب هوى وشهوة}
وقد تكون المحبة لله أو طبيعية لكنها تصل إلى درجة التعلق وآثاره السلبية أو حب الهوى .
وأسألك أخي: هل تحب والداك وأخوانك والعلماء والصالحين كحب هذا؟ هل تفكر فيهم وتحمل همهم وتقضي حوائجهم كهذا ؟ صارح نفسك وماهو مقياس التفاضل عندك..؟
وأسألك أخرى : هل كل الناس محبتهم غير صادقة ؟ لأنهم لايفكرون دائماً في أصدقائهم أم لأنهم لا يتبادلون رسائل الحب وأشعار الغرام عبر رسائل الجوال أم لأنهم لايلتقون كل يوم أم لأنهم لايضعون أسماء أصدقائهم على الساعات أو تنقش أحرفهم على السيارات أم لأنه لايقلده في كثير من الأشياء .
هل كل الناس يعيشون ماتعيشه أنت في ضل هذا الحب الزائد ؟ إذا قلت نعم . فهل يعقل أن يكونوا كلهم على خطأ وأنت على صواب بل إن الواقع يخالف ذلك فكل الناس لايفعلون تلك الأمور، و إن قلت : لا
فإن محبتك إذاً ليست على صواب لأن الناس لا يجتمعون على ترك الصواب وفعل الخطأ .
أخي : أليس البعض ممن يعيش الحب الزائد إذا تركه الآخر وابتعد عنه بكى بكاء الثكلى وحزن حزناً شديداً ولم يبك لموت عالم أو قريب، أليسوا أولى بسح الدموع وحزن القلوب بل أليس ذكر الله وذكر القرآن والجنة والنارأولى بسكب العبرات وخشوع القلوب !!؟ بلى. أليس أصبح شغلك الشاغل ذكرك إياه والتفكير فيه ! ؟ في المدرسة وعند المذاكرة وأثناء شرح المدرس , عند النوم وفي الصلاة ، عند الطعام والشراب ؟ لماذا هذا كله ؟
هل ترجو منه أن يجلب لك نفعاً أو يدفع عنك ضراً ؟ هل سيعافيك إذا مرضت ؟ هل سيدخلك الجنة وينجيك من عذاب القبر ؟ هل يملك سعادتك أو شقاءك ؟ أليس الله أولى بهذا الحب والذكر على الدوام وفي غالب الأحيان ، لأنه هو الذي بيده الأمور .
أيهم أحسن تفكيرا ًوأحق بالتفكير الذي يفكر في صديقه بالليل والنهار ولافائدة من وراء ذلك أم الذي يفكر في طلب العلم ودعوة الناس للهداية وكيف ينال رضا الله والنجاة من النار وبناء المستقبل ويسافر لأجل ذلك كلـه .
أسباب المشكلة
إن الإنسان إذا نزلت به حاجة أو مصيبة رفع يده إلى الله بذل وانكسار فهل تتذكر صديقك حين الدعاء لنفسك وكما قيل ( ما أعظمها من خلة تدل على صدق الأخوة ) فهي الدليل والبرهان على صدق المحبة والأخوة .
أخي : لقد حدثني البعض عن بعض المتعلقين أنه يسافر قرابة كل أسبوعين أوثلاثة أزيد من ثلاثمائة كيلو من أجل أن يرى صديقه وحبيبه وربما سافر ولم يجده ! أسألكم بالله هل سيسافر هذا لأجل والديه كل أسبوعين .
أخي : تحملني قليلاً و أعد شريط حياتك قبل التعرف على هذا الصديق ثم انظر هل تشعر بتغير في حياتك بعد التعرف عليه ؟ إن كان خيراً فاحمد الله وإن كان مما تقدم من تلك المظاهر والآثار وأصبح تعلقاً وحباً زائداً فلك أن تسأل الآن . لماذا كل ذلك ؟ ما هي الأسباب المسقطة في شباك هذا الحب والتيه في بحر التعلق ؟ ما الذي يجعل الكثير من الشباب ينجر ويغرق في وسط هذه الأمواج المهلكة ؟لماذا لا يكون حبنا معتدلاً كحب سائر الناس بعضهم لبعض ؟
● إنه بعد القلوب عن الله وعدم تَعلقها وأُنسها بالله .
● قلة مراقبة الله والخوف من الله .
● التقصير في الصلوات وقراءة القرآن .
إياك .. إياك ..
● الإعجاب الزائد والعاطفة المفرطة .
● العيش في الوسط النسائي داخل البيت وكثرة مجالسة النساء .
● قراءة قصص الحب والغرام وشعر الغزل.
● الفراغ القاتل أُمُّ المصائب . . صديق السوء السمُّ الفاتك . .
● كثرة اللقاءات من غير فائدة .
● العبث واللعب والتسلية بالآخرين .
● الشهوة الخفية والمجلة الخليعة وخط الخيانة لا الصداقة .
● الانتقام للنفس .
● اعتياد ذلك في حياته حتى أصبح التعلق علامة عليه ووصفاً له مُتعلِّقاً أو مُتعلَّقاً به .
● مشاهدة القنوات والنظر إلى الفتيات .
بداية كل شر
● الجلوس مع الفتيان والصغار .
● نسب المتعلَّق به وغناه وطرافته
● اختلاط الصغار بالكبار من خلال دور التربية والتعليم و المعسكرات والأندية والسباحة وأماكن التفحيط وسوق الحمام و التجمعات داخل الأحياء .
● حب قيادة السيارة والدوران والصيد .
● الترف والتميُّع بداية كل شر وسبب للكبْر والغرور والتعالي وطريق للفساد والانحراف وانتشار الجريمة .
● الهوى ومن أطاع الهوى فقد هوى .
حب الهوى حلو *** ولكنه يورث الشرق .
● جماله والحرص على أن يجعل من نفسه شاباً جميلاً يلفتُ الأنظار إليه بلبسه أجمل الملابس واستخدامه بعض أدوات التجميل في الوجه وقصات الشعر التي يتخللها شيء من الأصباغ حتى نرى البعض ذكوراً في صورة إناث افتخاراً ومباهاةً ولأجل أن يَلفتوا الأنظار فتتعلقَ بهم القلوب وما بَقي إلا أن يُلحقوا أسمائهم تاء التأنيث ، تأنثٌ تَتقزز منه النفوس وتَنفرُ منه الطباع وتَستخفُّ به العقول . كفار مكة يدفنون البنات خشيةَ العار ونحن نتشبه بالنساء ..وآسفاه .. وآعجباه..
وما عجبي أنّ النساء ترجلتْ *** ولكنّ تأنيثَ الرجالِ عُجاب
إن التشبه بالنساء والكفار حرام قال صلى الله عليه وسلم{لعن الله المتشبهين من النساء بالرجال والمتشبهات من النساء بالرجال }وموضوع التجمل الزائد و التميع لم يكن معروفاً منذ سنوات وهو سبب رئيس في التعلق وانتشاره في هذا الزمن ومن أسبابه حب التميز والظهور والتنافس في الجمال كالنساء ومن أجل تغطية النقص وستر العيوب أو كونه لايعطى وجه ولايلتفت إليه كما يقال فيتجمل تجمل البنيات لأجل أن يلتف حوله الشباب ويكون مدللاً بينهم ونسي أن الرفعة وعلو المنزلة تنال بطاعة الله والتجمل بالأخلاق وبحب الله له يحبه الخلق .
يا أيها الشباب : هل انتكست الفطرة وانعدمت الغيرة ومات الإحساس فمالنا نرى أموراً تدع الحليم حيراناً،إن كان الإيمان ضعيفاً والعلم قليلاً فلنحتكم إلى التقل و العقل إن كان سليماً ولنعد إلى الأسباب فمنها :
● خفة الدم وعذوبة اللسان وجمال الصوت .
● ارتياد الأسواق والدوران الذي ربما يعقبه نظرات تُعلّق القلوب بالحب فتَتَعذبَ بـه ويذكر بعض الشباب أن البداية دوران ثم نظرة ثم علاقة ثم تعلق ثم ويلات التعلق وجحيم الحب .
● فراغ القلب من هدفٍ عالٍ و أمنيةٍ نبيلةٍ ومستقبلٍ منشود و التفكير في سفاسف الأمور.
● تقارب الطباع والأفكار والهوايات بينهما .
● حب البروز والتميز والظهور ولفت الأنظار .
● التقليد للآخرين والتحدث والافتخار بذلك وتناقل أخبار الصغار وصورهم وعلاقاتهم في المجالس .
● عدم الزواج وتحصين الفروج .
● اعتقاد أن التعلق أمرٌ طبعيٌ ولابد منه.!
● التخفيف من الشهوة بالتلذذ بالنظر إليه و مجالسته وهذا سبب رئيس في التعلق كمـا ذكر البعـض .
● عداوة الشيطان والبعد عن الله .
● الثقة الزائدة في الآخرين .
● فقد العاطفة والحنان من قبل الوالدين خاصة إذا كان الأبَوان متفرقين بموت أوطلاق والبحث عن إنسان يَعطفُ عليه ويُشاركه همومه .
● كثرة مجالسة أصحاب العاطفة والتميع والنعومة والرقة المفرِطة والجمال أو الجنس الثالث كما يُقال .
● حبُّ وميل القلب المريض لمثل هؤلاء ومحاولة البحث والتفكير عن الأسباب الموصلة للتعرّف عليهم بشتى الحيل والطرق إذا رآهم وربما أَخبرهم بأنه مُعجَبٌ بأخلاقهم العالية وربما بحث عَمَّن يُعرّفه بأحدهم أو عن حيِّه واتخذ الوسطاء للجمع بينهما وربما انتقل إلى مدرسته فإن لم يتيسر دار حولها كل يوم متعباً نفسه في شدّة الظهر وحَرّه ، تاركاً أهلَه وغدائَه ونومَه لكي ينال نظرة ثم ماذا..؟ أيّ حياة هذه !! ؟ صورةٌ بشعة من الذل والدناءة والتـعب والنكد والحيرة والحسرة ولَعب الشيطان بعقـول أَسرى التعلق ومجانين الحب وصَرْعى العشق على جَنباتِ الطرق وفي بعض الأماكن ، إنهم فتنوا أنفسهم وقتلوها وعذبوها وجنوا عليها وهم لا يشعرون ومن دامت نظراته دامت حسراته وأحرقت فؤاده (
واقرأ الحاشية .
كلُّ أخوة لغير الله هباء ومصيرها إلى الفـنـاء :{ الأخلاءُ يومئذٍ بعـضُهم لبعضٍ عـدوٌ إلا المتقـين } وورد في الحديث { أَحـبـِبْ حبـيـبَـك هَـوناً مـا عسـى أن يكـونَ بغيضـُك يومـاً ما } رواه الترمذي
ماذا تُريدُ وما عَساك محصّلٌ *** إلا انشغالَ القلبِ بالأحزان
إن ظاهرة التعلق دبّت وعمّت في المجتمع بين الفتيان مع بعضهم والفتيات مع بعضهن وكل مع الجنس الآخر على مختلف أعمارهم وفئاتهم واتجاهاتهم ومحا ظنهم التربوية وانتشرت في صفوف المراحل الجامعية والثانوية والصف الثالث المتوسط وبقلّة في الأول والثاني المتوسط وربما بين الأقارب والقريبات .
يها الفتيان والفتيات : إني على ثقة إن شاء الله أنها ستكون الراحة بعد هذه الصراحة ، سيستيقظ الأمل ويموت الألم ، سيوجد الكنز المفقود وانشراح الصدور وبلسم الحياة في ظل الإيمان وطاعة الرحمن والتعرف على أهل الخير والصلاح الذين يخافون الله وتودّع حياة القلق والأرق والهم والغم والشكوك والضياع وتبدأ حياة من جديد مليئة بالخير والفلاح والنجاح ولن يضيعك الله إن صدقت0
تنبيهات ...
{ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا } ظلمة ووحشة في الحياة وفي الممات ، ظلمة في القبر وظلمة يوم الحشر ، فهذه حياة من أتبع نفسه هواها ولبَّى لشهوته مناها فاغرة فاها نحو هواها .
وهذه الغريزة تختلف من شخص إلى شخص قوة وضعفاً ، بدايةً وانتهاءً وهذا الاختلاف راجـع إلى عوامل ثلاثة :
أولاً : طبيعة الإنسان وخلقته فمن الناس من تكون غريزته قوية وسريعة الثوران هـكذا خلقها الله والبعض خلقها الله فيه ضعيفة .
ثانياً : قوة الإيمان وضعفه .
ثالثاً : التعرض للمؤثرات الخارجية كثرة وقلة وقوة وضعفاً وأذكرها على سبيل الاختصار والإجمال حتى لا أطيل وقد تقدم شيئاً منها في أسباب التعلق وأعيد ذكرها هنا لأهميتها وهي كالتالي:
1- ضعف الإيمان والصلة بالله ويتمثل فيما يلي :
أ - التقصير في الصلوات فروضاً ونوافلاً والله يقول { إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر }.
ب- التقصير في قراءة القران وذكر الرحمن { ألا بذكر الله تطمئن القلوب }.
2- النظر إلى ما حرم الله رائد الشهوة ومن أطلق بصره أورد نفسه الهلكة { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم }
وهو أنواع منها : النظر إلى النساء وإلى من وهب جمالاً من الفتيان وكثرة الجلوس معهم والخلوة بهم والذهاب والإياب معهم وإطالة النظر إليهم وكثرة التفكير فيهم وكذلك النظر إلى الصور والمجلات الفاتنة .
3- الغناء بريد الزنا ومؤجج الشهوة .
4- الحديث عن النساء وأوصافهن والنكاح والزواج من قبل كبار السن أو الأزواج في بداية زواجهم في حضرة الصغار والمراهقين والمراهقات وتحديث الأب ابنه والأم ابنتها عن ذلك على سبيل المزح أو المستقبل وهم في سن المراهقة.
تحذير ..
5- الفراغ والخلوة بالنفس سبب للهواجس والأفكار السيئة وكثرة التفكير.
6- نزول الأسواق لغير حاجة والدوران حول مدارس البنين والبنات وأماكن تجمع الشباب.
7- القراءة في كتب العشق والغرام قصصاً وشعراً ونثراً .
8- المصارعة والمطارحة بالأيدي وتلامس الأجسام مع الصغار وأصحاب الوسامة والتميع والرقة والسباحة معهم والاختلاط بهم عن طريق التعليم والأندية والأنشطة المختلفة كالرحلات والمعسكرات .
9- الحديث المفصل عن قصص الزنا واللواط والتعلق والمتعلقين وإيراد الوقائع والأحداث .
10- التميُّع والترف ولبس الملابس الفاتنة والضيقة والسراويل القصيرة والثياب الشفافة والنظر إلى الملابس النسائية المجسمة وغيرها واستخدام أدوات النساء .
11- وسائل الإعلام كالقنوات الفضائية ومواقع الرذيلة عبر الإنترنت وما يسمى( بالسُني ) .
12- الحديث عن المراهقة والشهوة وما يدور بين الشباب .
قد يهمك الموضوع و قد يهم غيرك و لكن المهم أن تعتبر و أن تحذر من هذا الحب الزائد
اللهم اجعل حبك أحب الأشياء عندنا حتى لا نحب غيرك