إن توأم روحك يفعل ذلك ببراءة ودون نِيَّة سيئة، لكنه يجهل بأن المرأة تحتاج دائماً وأبداً للتأكد بين الفينة والأخرى من استمرار حب زوجها لها، لهذا تطرح عليه السؤال الأبدي « هل تحبني؟ǃ » أو « هل لازلت تحبني ؟ǃ » حينها يكون رد فعل الرجل هو الاستغراب، وقد يُحدِّثُ نفسه بصوت خافت قائلا : (هل تَسخر مني هذه المرأة ؟ǃ لقد قلت لها سابقاً أني أحبها، وهي تعلم ذلك جيداً وهي لازالت تسألني لحد الآن هل أحبها ؟!)، فيقرر إما أن لا يجيبها ويَلُوذُ بالصمت وهذا عُنْفٌ مُقَنَّعْ، أو إذا تصرف بشكل أكثر لباقة فإنه يُغَيِّرُ الموضوع قائلا : (ألا تَذْكُرِين أنك طَلبْتِ مني أن نخرج لشراء بعض الأغراض ففي أي وقت تفضلين أن أصحبك لشرائها ؟).
إن الزوج حين يلجأ لأسلوب المراوغة لتفادي الجواب عن أسئلة زوجته التي تبدو له سخيفة، فهو في الحقيقة يحرمها من إرواء نفسيتها المتعطشة لسماع الكلام المعسول، فقلبها لا يشبع منه ولو بلغ عمرها تسعين سنة، ففؤادها يبقى شاباً غظاً طرياً، والذكي من الرجال هو الذي يترقَّبُ ويتحيَّن فرصة طرح زوجته لهذا السؤال (هل تحبني؟)، ليغرقها في بحر شاعريته ويُمتِّعها بسحر كلامه، فالمرأة تحتاج لسماع الكلمات العاطفية الرقيقة من زوجها أكثر من حاجتها لتلبية متطلباتها المادية. إن صمتك يا أيها الزوج المخلص، و رفضك الجواب عن سؤال زوجتك هل تحبني؟ سيكون مادة دسمة تغدي وتنمي الشكوك في نفسها، و تُشعل نار الغيرة في قلبها و حينها ستطرح عليك أسئلة أكثر صرامة : هل تحدثت مع إحداهن في العمل ؟ لماذا أراك فرحاً نشيطاً هذا اليوم هل أثارتك إحداهن بجمالها؟ فاللبيب من الرجال لا يترك زوجته تصل إلى هذا الحد من الاستياء.
إن المرأة حين تطرح هذه الأسئلة عليك أيها الزوج، فذلك لا يعني أنها أصبحت مثل رجل الشرطة تمارس عليك نوعاً من التحقيق الأمني، بل هي بكل بساطة تغار عليك، فما أسعدك من رجل يا أيها الزوج الصالح ومن مثلك في الدنيا تنعم بغيرة زوجتك، فهي علامة على أن الحب الذي تُكنُّه لك يحمل ميزة حسن جداً، وهو تاج فوق رأسك لا يراه إلا الأزواج الذين حُرموا من حب زوجاتهم، لأن بعض النساء تغلب عليهن أنانيتهن و يبخلن عن بدل الحب لأزواجهن، فليس كل رجل متزوج محبوب بالضرورة من طرف زوجته، التي لا يَهُمُّها إلا سهره على توفير متطلباتها المادية.
ستكون عبقرياً يا أيها الزوج حين تعبر زوجتك بتوجس عن غيرتها عليك وتجيبها دون انفعال أو غضب، بل بابتهاج وغبطة قائلا : (أنا لا أستحق كل هذا الحب، تغارين علي رغم أنني مُقصر في حقك، ما أجملك من زوجة وكم أنا محظوظ ليس في الدنيا رجل أسعد مني بك يا نور عيوني...)، وبعد نجاحك في التقرب إلى حبيبتك الغالية بالكلام المعسول، تأكد يا عزيزي الزوج باليقين الكامل بأنك تربعت على عرش قلب زوجتك.
2. فن التعامل مع خوف وقلق المرأة
إن المرأة حين تتزوج يقل اهتمامها بذاتها وتزداد عنايتها بزوجها و أولادها، فإن عَلِمت بأن زوجها سيعقد لقاء مهماً في الصباح فهي تشعر بالتوتر طيلة اليوم، وقد تفقد شهية الطعام وكأنها هي من سيجري اللقاء، لذلك فهي تغضب إذا لم يكلمها زوجها في الهاتف أثناء العمل ليظهر لها اهتمامه بها كما تفكر فيه هي الأخرى طيلة الوقت، كما تلومه إذا دخل للبيت ولم يسألها عن أحوالها ويجدد اعترافه لها بأنها هي حبه الكبير.
إن قدرة المرأة على التعاطف الوجداني مع الآخرين تزداد حين تعيش تجربة الأمومة، فهي تشعر بخوف شديد عندما تصحب أحد أطفالها لإجراء حقنة التلقيح ضد الأمراض الفتاكة، أو حين يكبر أحد أبنائها ويذهب للمدرسة تضطرب نفسيتها إذا اقترب موعد الامتحانات وكأنها هي من سيمتحن، ولن تنسى في المساء أن تسأل ابنها عن امتحانه ماذا فعل فيه، وتتأكد من زوجها هل أجرى اللقاء المهم بخير، باختصار تفكر المرأة بقلق شديد في كل تفاصيل الأمور الشخصية لأفراد أسرتها الصغيرة.